حدث
جليل مهيب!!
قد يحتفظ التاريخ
بذكرى هذا الحدث لقرون متتالية, إنْ ظلَّ في عمر الدنيا قرون! ولا أقول ذلك الكلام
مبالغًا, ولكني أقوله استنادًا إلى عدة حقائق واضحة؛ منها أنه حدث غير مسبوق لم
يحدث على غرار حدث سابق, ومنها أنه حدث ناجح حتى هذه اللحظة نجاحًا لم يتوقعه أكثر
المتفائلين, ومنها أنه أدى إلى إزاحة نظام دكتاتوري متجذِّر في
تونس منذ ثلاث
وخمسين سنة، هي عمر فترتي حكم كئيبتيْن متعاقبتين لرئيسين طاغيتين بورقيبة وزين
العابدين. ومنها أن آثار الحدث قد تتعدى تونس إلى العديد من الأقطار الأخرى, ومنها
أن نتائج الحدث قد تبقى عدة عشرات من السنين، إنْ أحسن التونسيون استغلاله.
حدث
جليل حقًّا.. يحتاج منا إلى وقفات ووقفات..
ولنقف
معه في هذا المقال هذه الوقفات..
الوقفة الأولى: تهنئتي من الأعماق
للشعب التونسي.. سعادتي -والله- لا توصف.. لا أكاد أصدق.. أشعر أن سعادتي تفوق
سعادة التونسيين أنفسهم!! أبشروا أيها التونسيون.. هذا يوم عيد مجيد, ويوم بشرى
عظيمة.. وليست مبالغة أن نقول إنه يوم عيد.. لقد صام رسول الله يوم
عاشوراء وأمر
المسلمين بصيامه؛ لأنه يوم نجى الله فيه
موسى u
والمؤمنين معه، وأهلك الطاغية فرعون وجنده.. وكل يوم يهلك فيه طاغية هو يوم عيد
للمؤمنين، ونسأل الله أن يكثر من أعياد المسلمين، خاصة في هذه المنطقة العربية التي
عاثت فيها الفراعين فسادًا، وجثمت فيها الطواغيت على صدور شعوبها عقودًا.. فاللهُمَّ
أعز تونس وأهلها، واجعلهم جندًا من جنودك، وقادة لمسيرة الحرية في بلاد المسلمين.
الوقفة الثانية: الظلم يصنع نظامًا هشًّا قد يبدو أمام العين
قويًّا باهرًا، ولكنه في واقع الأمر في غاية الضعف، وهذه الحقيقة لو أدركها
المظلومون لرفعوا الظلم عن كواهلهم في وقت أقصر بكثيرٍ من حساباتهم..
هل
توقع أحد هذا الهروب المخزي من طاغوت مثل زين العابدين؟
هل
كان في حسبان أحد أن الأمور التي تسارعت في أقل من شهر يمكن أن تُنهِي حقبة استمرت
عقودًا من الزمان؟
لم
يكن أحد يتوقع هذا الأمر.. مع أنه -في رأيي- أمر طبيعي جدًّا!!
طبيعي
جدًّا أن الظالمين -مهما بدا للناس قوتهم- هم في غاية الضعف، ولتحفظوا هذه
القاعدة: "
كلما رأيت عدوك يحتمي خلف المتاريس، اعلمْ أنه يخاف منك أكثر
مما تخاف منه".
واعلموا
أيضًا أنه
كلما زادت الحراسة على الشخص، كان هذا دلالة على ازدياد ضعفه، لا
قوته كما يظن الناس.
ومصدر
ضعفهم الرئيسي أنه ليس لهم مددٌ لا من الله ولا من شعوبهم؛ فالظالم أتى ما حرَّم
الله على نفسه وحرَّمه على العباد.. قال تعالى في الحديث القدسي: "يا
عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا".
فلا يمكن أن يكون هذا الظالم متصلاً بالله ، وهو كذلك لا يستمد قوة من شعبه؛ لأنه فرض نفسه عليهم، فما عادوا
سندًا له، ولا عونًا لحكمه، بل صار كل إنسان يتربص به، ويترصد له.
هي
حقيقة والله.. إن الظالم ضعيف!
ويوم
أدرك الشعب التونسي هذه الحقيقة البسيطة سقط الطاغوت!
وراجعوا
خطاب زين العابدين الأخير إلى الشعب
التونسي، راجعوا كلماته وهو يرتجف ويقول في ذلٍّ وخسة: "أنا خلاص فهمتكم!".
نكتة سخيفة! فهمهم بعد ثلاثة وعشرين عامًا من القهر والاستبداد..
الآن
فهمهم!
وكما
ذكرت في أول هذه النقطة، فالنظام الظالم هشٌّ بكامله..
ولو وجد
هذا الشاب الذي تعرض للظلم في أول قصة ثورة
تونس آليات عادلة
تحفظ له حقه، ما قامت الثورة، ولو حدث مثل هذا الموقف في بلد عادل يحترم الشعب
والدستور، لكانت آليات حلِّه في منتهى البساطة، ولكانت النتائج محدودة للغاية، لكن
هذا الظلم المتراكم قاد إلى نتائج عشوائية عجيبة، دفع الظالم ثمنها، هو ومن ساعده في
ظلمه.
ولعل
هذا الدرس من أبلغ دروس الحدث.. ولا بد للشعوب العربية تحديدًا أن تفقهه..
أيها
الشعوب العربية، أنتم قادرون على إزاحة الظلم! أيها الشعوب العربية طواغيتكم
ضعفاء.. أيها الشعوب العربية أنتم لستم "شيئًا" يحركه القائد الملهم،
ولا "إرثًا" يرثه الابن من أبيه.. أنتم لستم كذلك، إنما أنتم أقوى بكثير
من حساباتكم وحسابات الظالمين، لكن أكثركم لا يعلمون.
يوم
تدركون هذه الحقيقة -كما أدركها الشعب التونسي الأصيل- سيكون الخلاص، وستعود الأمة
إلى المكانة اللائقة بها.
الوقفة الثالثة: التغيير الذي حدث في
تونس أكَّد لنا
سنة إلهية عظيمة من
سنن التغيير، وهي "أن
التغيير يأتي من حيث لا نحتسب!"..
هذه
سنة ماضية..
ومن
قرأ حركة التاريخ أدرك هذا الأمر بوضوح..
ولقد
ذكرتُ قديمًا في دروس
السيرة النبوية عند
فتح مكة، أن أي إنسان
يفكر في إمكانية فتح مكة سيضع ألف طريقة وسيناريو للفتح، ولكن جاء الفتح بالطريقة
رقم ألف وواحد! والتي لم يفكر بها أحد أبدًا!!
هل
المراقب للسياسة التونسية والنظام الحاكم بها خلال السنوات بل والشهور السابقة،
يتوقع مثل هذه الأحداث والنتائج؟!
بل هل من
شاهد على شاشات التلفزيون أحداث الاضطرابات الأخيرة من أول أيامها كان يتوقع مثل
هذا التغيير ولو من بعيد؟ لقد كنتُ في زيارة لفرنسا أثناء الاضطرابات في الشارع
التونسي، والتقيت عددًا كبيرًا من التونسيين هناك، ومنهم رموز إسلامية ووطنية
ممتازة، ولم أجد أكثرهم تفاؤلاً يتوقع أي بارقة أمل وراء هذه الأحداث! بل إنهم لم
يتوقعوا ولو تخفيفًا من الظلم، أو مساحة من الحرية!
هل
هذا قصور في التحليل؟ أو غياب لرؤية سياسية صائبة؟
أبدًا..
على العكس تمامًا..
هذا
شيء طبيعي جدًّا.. إنه سنة إلهية! {فَلَنْ
تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً} [فاطر: 43].
إنَّ
التغيير الحقيقي يأتي دومًا من حيث لا نحتسب..
ولماذا
أقرَّ الله هذه السُّنَّة في أرضه وخلقه؟!
لحكمٍ
كثيرة قد لا نعرف معظمها، ولكن يبدو لي منها حكمتان..
أما
الأولى، فهي ألا ينسب أحد النصر إلى نفسه، ولكن ننسبه دومًا إلى الله ،
ولو حدث التغيير نتيجة حسابات معينة حسبها الناس، لظنوا أنهم غيَّروا بقدرتهم لا
بقدرة الله؛ ولذلك شاء الله أن يأتي التغيير من طريقٍ لم تحسِبْ له حسابًا،
حتى تقول من قلبك: سبحان الله! لقد حدث ما لا نتوقعه.. وليست هذه دعوة لعدم وضع
الخطط للتغيير، بل نأخذ بكامل أسبابنا، ونعلم أن الله في النهاية سيغير أحوالنا من
حيث لا نحتسب.
وأما
الحكمة الثانية، فهي الحفاظ على حالة مستمرة من الأمل والتفاؤل في الناس، فلو كانت
هذه السُّنَّة غير موجودة لتملك اليأس من الناس في هذه العقود المظلمة، ولكن في
وجود هذه السُّنَّة يبقى الأمل دومًا حيًّا في قلوب الناس؛ ففي أي لحظة قادمة قد
يحدث التغيير، وبشكل غير معهود ولا مألوف. وهذا الأمل المتجدد يدفع إلى عمل،
والعمل يستجلب رضا الله ، ومن ثَم يُحدِث التغيير بطريقته المعجزة.. وهذا ما أفهمه من قوله
تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ
حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11].
فالله
هو الذي يُحدِث التغيير، لكنه لا يحدثه إلا إذا تحرك الناس وسعوا إلى
التغيير، والناس المحبطة لا تتحرك، وتوارث الظالمين للحكم عشرات السنين يورث هذا
الإحباط، لولا وجود هذه السنة الإلهية التي تُبقِي الأمل مشتعلاً في قلوب
المظلومين.. سيأتي خلاص يومًا ما.. كيف؟ لا أدري، ولكنه حتمًا سيأتي.
وهذا
خطاب أتوجه به إلى كل الشعوب العربية والإسلامية، والتي تعاني من نفس المأساة التي
كانت تعاني منها تونس..
اسعوا
إلى التغيير بكل طاقاتكم، واعلموا أن الظالمين ضعفاء، وأن التغيير قادم لا محالة،
ولا تجزعوا من رؤيتكم لكل الطرق مسدودة، فهناك طريق واسع مفتوح لا ترونه، ولن
ترونه إلا بعد أن يفتحه الله بقدرته، ومتى سيفتحه؟ عندما يرى منكم جهدًا لفتح
الطرق المسدودة الكثيرة التي تشاهدونها.. عندها يفتح لكم من رحمته طريقًا لم
تتوقعوه، ولم تسعوا إلى فتحه.. وهذه سنة ماضية لا خُلف لها.. فأبشروا وتحركوا.
الوقفة الرابعة: لعل الجميع لاحظ
الصمت العربي الشامل تقريبًا لمدة 48 ساعة بعد تنحي زين العابدين، ولم نسمع
تعليقات لمعظم
الزعماء العرب إلا
بعد هذين اليومين، وخرجت في مجملها واحدة، فما السر في هذا التأخر؟!
الحق
إن وراء هذا التأخر أسبابًا كثيرة..
أولاً: كان
الحدث صادمًا للجميع؛ فزين العابدين رفيق استبداد وزميل دكتاتورية، ونهجه لا يختلف
كثيرًا عن نهج المعظم. فلا شك أن جميع الزعماء أصابتهم لحظة ذهول، وكل واحد تخيل
نفسه في مكان زين العابدين، وهو موقف يصيب بالشلل لا شك!
ثانيًا: كان
الجميع ينتظر رأي أمريكا وفرنسا؛ لأن معظم الزعماء العرب لا يأخذون قراراتهم إلا
بعد الاطمئنان أنها ليست معاكسة للتيار الأمريكي. وفي حالة تونس لا بد من انتظار
القرار الفرنسي كذلك، وإلا سيندم أي زعيم على أنه "تهور"، وأدلى برأيه
دون انتظار لرأي أوباما أو ساركوزي!!
ثالثًا: كان كل
زعيم منشغلاً بنفسه، فلا بد من الاحتياط الزائد؛ لئلا تندلع الحرائق من شرارة تونس،
فليذهب زين العابدين إلى الجحيم، ولكن نفسي نفسي، وكرسيي كرسيي، وبعد الاطمئنان
على الأوضاع الداخلية يمكن أن ندلي بآرائنا "بحكمة" في القضية التونسية!
رابعًا: لم يفهم
الزعماء العرب ما قلناه في الوقفة الثانية من أن الظلم يصنع نظامًا هشًّا، فلم
يتجهوا إلى التصالح مع شعوبهم أو إطلاق شيء من الحريات، إنما اتجهوا إلى طريق
معاكس! لقد اتجهوا إلى إحكام القبضة الأمنية، ظانين أن الذي أودى بزين العابدين هو
عدم إحكامه للسيطرة الأمنية على البلاد، فانتشرت القوات الأمنية وزادت الكمائن
والتحصينات، وكل هذا يحتاج إلى جهد ووقت، وبعدها نعلِّق على أحداث تونس.
بعد
كل هذا الانتظار، خرجت البيانات مضحكة للغاية!!
والسبب
في أنها مضحكة يعود إلى أمرين..
أما
الأول، فإنها خرجت مطابقة للبيان الأمريكي والفرنسي كأنها "صدفة" عجيبة!!
وأما
الأمر المضحك الثاني، فهو نص البيانات.. لقد قال الزعماء: "نحن نحترم إرادة
الشعب التونسي"!!!
ولا
بد من ضحكة عالية على النكتة القديمة..
الزعماء
العرب -الذين لا يحترمون في معظمهم إرادة شعوبهم- يحترمون إرادة الشعب التونسي!!
لسان
حال كل زعيم يقول: "أنا أحترم إرادة كل شعب في العالم إلا شعبي"!!
وكأن
هؤلاء الزعماء لا يرون تزوير
الانتخابات في
بلادهم, وتزييف إرادة الشعوب, ولا يرون المعتقلات المليئة بالألوف, ولا يرون
الشباب الذين يقتلون في السجون تحت وطأة التعذيب, ولا يرون الجياع ولا المحرومين,
ولا يراقبون نسب الفساد والاختلاس والرشوة والوساطة.
شئ
مضحك حقًّا!!
ومضحك
كذلك إعلامهم!
يخرج
الإعلام العربي الرسمي يتحدث عن "تحرير" تونس من حقبة ظالمة, ويتكلمون
على الأوضاع هناك وكأنها أوضاع غريبة عليهم, ويصفون الشعب التونسي بالشعب الأصيل الذي
أبى الضيم.. مع أن نفس الإعلام كان منذ شهور قليلة, وأثناء زيارة الرئيس التونسي
لأي بلد عربي, يتحدث عن النهضة التونسية في زمانه, وعلى التقدم والرفاهية والصناعة
والزراعة والرياضة..
إنهم
أفَّاكون أفاكون!
قالوا
نفس الكلام على صدام حسين قبل ذلك, وذبحوه بعد قتله..
وقالوه
عن جعفر نميري كذلك, وجلدوه بعد عزله..
ويقولون
الآن على زين العابدين المستبد الذي أصرَّ على حكم البلاد ثلاثًا وعشرين سنة
كاملة, وكأن هذا الرقم من السنوات كبير بالنسبة لبقية الزعماء, والحق إنه من
أقصرهم زمنًا!
ونفس
هذا الإعلام الرسمي سيتحدث بنفس الطريقة على أي زعيم ترك كرسي الحكم, ذلك أنهم في
كل وادٍ يهيمون.. لا خلاق لهم ولا دين, ولا أمانة عندهم ولا ضمير.
الوقفة الخامسة: الأنظمة المادية يبيع بعضها بعضًا في منتهى
السهولة!
ليس
بينهم ولاء حقيقي, ولا يحب بعضهم بعضًا, ولا يقتنع بعضهم بحكمة الآخرين أو حسن
إرادتهم.. إنما تُسيِّرهم المصالح والأهواء..
ها
هو زين العابدين يبيع كل الطاقم المعاون له, ويأخذ أسرته وينطلق هاربًا, والحمد
لله أنه أخذ أسرته ولم يبعها هي الأخرى! لقد ترك الأعوان يلاقون مصيرهم.. لا وزن
لهم ولا قيمة.. وتوالت الاعتقالات في أعوان الزعيم, الذين كانوا منذ أيام ملء
السمع والبصر..
وأصدقاء
زين العابدين في الدول العربية باعوه كذلك, وأعلنوا -كما مر بنا- أنهم يحترمون
إرادة الشعب التونسي! لقد سقط زين العابدين, فلتركله الأقدام.. أما لو أفلح في قمع
الثورة، فإننا سنُطلِق عندئذٍ على الثائرين اسم "المتمردين" أو "الغوغاء",
ونهنئ زين العابدين على حسن سيطرته على الأمور في تعقل وحكمة!!
وها
هي فرنسا الصديقة تبيع زين العابدين.. وهي التي أقرب إليه من أمه وأبيه, ولكن هكذا
دنيا المصالح.. لا وزن فيها لقيم أو أخلاق.
إنها
رسالة لكل الزعماء, وكذلك لكل أعوانهم, يومًا ما سيبيعك الجميع!
إنهم
ما أحبوك لعظمتك, وما استمعوا إليك لحكمتك, إنما فعلوا ذلك للسوط الذي في يديك,
فإن سقط السوط فستُسحِقك الأقدام.. فاعتبر!
وكما
ذكرت في أول المقال، فالحدث كبير وجليل.. ويحتاج إلى وقفات ووقفات, وما زالت هناك
العديد من التساؤلات في أذهان المراقبين للأحداث..
ماذا
ستفعل أمريكا؟ وماذا ستفعل فرنسا؟
وهل
يمكن تصدير هذه الثورة إلى البلاد العربية المجاورة؟
وما
أثر حرب الإسلام في تونس أكثر من خمسين سنة؟
وهل
البطالة والجوع مبررات كافية لنجاح الثورة التونسية؟
وهل
يجوز أن يتحول المنتحر إلى شهيد؟
وهل
يجوز للسعودية أن تستضيف طاغية لتحميه؟
والمشكلة
الأعمق في هذه الثورة: من الذي سيجني الثمرة؟ وهل ستُسرق الثورة أم أن الشعب
التونسي سيحافظ على مكاسبها؟
وما
هي معالم الطريق القويم للمستقبل التونسي؟
أسئلة
كثيرة تفرض نفسها على الساحة التونسية والعربية والإسلامية بل والعالمية, ونسعى
للإجابة عليها في المقال القادم بإذن الله.
ونسأل
الله أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.